Sekarang kami mengkongsikan segala dalil tarbiah kepada anda..
SELAMAT BERAMAL
الدليل على ذلك أن الله عزَّ وجل في القرآن الكريم حينما أراد أن يُقَرِّعَ الكفار، بماذا قرَّعهم ؟.
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا﴾
(سورة المائدة: من آية " 104) "
إذاً الله عزَّ وجل نَعَى عليهم تقليدَهم لآبائهم، رفض منهم هذه المَقولة، لم يقبل أن يقولوا:
﴿حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا﴾
في آيةٍ أخرى يقول الله عزَّ وجل:
﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً﴾
(سورة الأحزاب )
ماذا يعني هذا ؟ يعني هذا أن حُجَّةَ الكُفار يوم القيامة أنهم أطاعوا سادتهم وكُبراءهم، إذاً من خلال هاتَيْن الآيتين يتضح أن الإنسان لا ينجو عند الله عزَّ وجل إذا قلَّد الآخرين من دون وَعْيٍ، من دون تفهمٍ، من دون تبصرةٍ، من دون إدراكٍ، من دون حُجَّةٍ، من دون برهانٍ.
ولا يخفى عليكم أيها الإخوة أن النبي عليه الصلاة والسلام في بعض أحاديثه الصحيحة يقول:
((لا يكن أحدكم إمَّعة))...
(من زيادة الجامع الصغير: عن " حذيفة ")
حديثٌ واضحٌ جداً،
((لا يكن أحدكم إمعة))
ـ من هو الإمعة ؟ شرح لك النبي ـ يقول هذا الإمعة:
((أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساؤوا أسأت))
هذا هو الإمعة، فالله سبحانه وتعالى لا في القرآن الكريم ولا في السنة المُطَهَّرة يقبل منك أن تقلِّد تقليداً أعمى، يقل منك أن تنحاز انحيازاً أعمى، يقبل منك أن تقول:
﴿إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ﴾
(سورة الزخرف)
أيها الإخوة الأكارم... شيءٌ آخر وخطير في العقيدة الإسلامية: أن العقيدة الإسلامية لا تقبل الظَن، تحتاج إلى اليَقين..
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾
(سورة الحجرات: من آية " 15 ")
﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾
(سورة التكاثر)
آياتٌ كثيرة لا مجال إلى استقصائها تؤكِّد أنه لا يكفيك أن تعتقد ظاناً، لا يكفيك أن تُرَجِّح، تقول: يترجَحُ عندي، في العقيدة يجب أن توقن يقيناً قَطْعياً، لذلك يرفض الإسلام الظن، حيث لا يغني الظن في شأن العقيدة شيئاً، بل لا يفيد العقيدة إلا اليقين والعِلْم الصحيح، إليكم هذه الآيات التي تؤكِّد هذه الحقيقة الثانية:
﴿مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ﴾
(سورة النساء: من آية " 157 " )
اتباع الظن ذنبٌ كبير، أن تبني عقيدتك على الظن..
زعم المُنَجِّم والطبيب كلاهما لا تُبـعَث الأموات قلت: إليكما
إن صحَّ قولكما فلست بخاسرٍ أو صحَّ قولي فالخسار عليكـما
* * *
هذه عقيدةٌ أساسها الظَن، ولا يمكن لعقيدةٍ أن تُبنى على الظن..
﴿مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ﴾
(سورة النساء: من آية " 157 " )
﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ﴾
(سورة النجم: من آية " 23 " )
إذاً اتبـاع الظن لا يُنَجِّي من عذاب الله عزَّ وجل، التقليد لا ينجي واتباع الظن لا ينجي، لابدَّ من يقينٍ، ولابدَّ من بحثٍ ذاتيٍ، وتدقيقٍ، وتمحيصٍ، وتأمُّلٍ، وطلبٍ للدليل، وطلبٍ للحُجَّةِ إلى أن تتيقَّن أن هذا هو الحق.
آياتٌ أخرى تؤيِّد ما أذهب إليه:
﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾
(سورة النمل )
أين برهانكم ؟ أين يقينكم ؟..
﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾
وإذا أردت أن تَسْتَقْصي الآيات التي تتحدَّث عن دور العِلم، وعن دور العَقل، وعن الدعوة إلى التفكُّر، وعن الدعوة إلى التدبُّر، وعن الدعوة إلى التأمُّل، وعن الدعوة إلى النَظَر وجدت أن هذه الآيات لا تعدُّ ولا تُحصى، حاولت مرةً أن أجمع الآيات المتعلِّقة بالعلم فوجدتها تقترب من ألف آية، وحسبنا هذه التعقيبات التي تأتي في نهاية الآيات:
﴿أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾
(سورة يس )
أفلا يتفكرون..
﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ﴾
(سورة الغاشية: من آية " 17 " )
﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا﴾
(سورة الأعراف: من آية " 185 ")
﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا﴾
( سورة الأعراف: من آية " 184 " )
﴿لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾
( سورة الروم )
﴿لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾
(سورة النمل)
﴿لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾
(سورة المائدة )
﴿لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
(سورة الجاثية)
إذاً لا يُقبَل التقليد، ولا يُقبل الظن، بل لابدَّ من الحُجَّة والبُرْهان، ولابدَّ من الدليل لأن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم..
((ابن عمر دينك دينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا))
(من كنز العمال: عن " ابن عمر ")
شيءٌ آخر واضحٌ وضوحَ الشمس: إنها آيةٌ قرآنية تدعو الناس إلى التفكُّر، يقول الله عزَّ وجل:
﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ﴾
(سورة سبأ: من آية " 46 " )
أعظكم هذه المَوْعِظَة، أعظكم بهذه النَصيحة..
﴿أَنْ تَقُومُوا لِلَّه﴾
قام للأمر أيْ شَمَّرَ له، قام للأمر أيْ استعدَّ له، قام للأمر، أي رآه أمراً خطيراً جداً، فوقف لشدة خطورته..
﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾
دعوةٌ إلى فَحْص هذا الدين، دعوةٌ إلى تَقْليب أفكاره، دعوةٌ إلى مُتابعة أفكاره، دعوةٌ إلى اليقين، دعوةٌ إلى التأمُّل..
أيها الإخوة الأكارم... من أجل هذه الآية الكريمة، أحد المُفَكِّرين المُسلمين ألفَّ كتاباً سمَّاه " التفكُّرُ فريضةٌ إسلاميـة "، كما أنك مأمورٌ أن تصلي، كما أنك مأمورٌ أن تصوم، كما أنك مأمورٌ أن تحج البيت، كما أنك مأمورٌ أن تؤدّي زكاة مالك، كما أنك مأمورٌ أن تكون صادقاً، إنك مأمورٌ أن تتفكَّر في خلق السماوات والأرض، وأن تتدبَّر في هذا القرآن الكريم، وأن تنظر في أفعال الله جلَّ وعلا.
No comments:
Post a Comment